{وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} بفائتين، {فِي الأرْضِ} هربًا يعني لا تعجزونني حيث ما كنتم ولا تسبقونني، {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ}.قوله عز وجل: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِي} يعني: السفن، واحدتها جارية وهي السائرة، {فِي الْبَحْرِ كَالأعْلامِ} أي: الجبال، قال مجاهد: القصور، واحدها علم، وقال الخليل بن أحمد: كل شيء مرتفع عند العرب فهو علم.{إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ} التي تجريها، {فَيَظْلَلْنَ} يعني: الجواري، {رَوَاكِدَ} ثوابت، {عَلَى ظَهْرِهِ} على ظهر البحر لا تجري، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} أي: لكل مؤمن لأن صفة المؤمن الصبر في الشدة والشكر في الرخاء.{أَوْ يُوبِقْهُنَّ} يهلكهن ويغرقهن، {بِمَا كَسَبُوا} أي: بما كسبت ركبانها من الذنوب، {وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ} من ذنوبهم فلا يعاقب عليها.{وَيَعْلَمَ} قرأ أهل المدينة والشام: {ويعلم} برفع الميم على الاستئناف كقوله عز وجل في سورة براءة: {ويتوب الله على من يشاء} [التوبة- 15]، وقرأ الآخرون بالنصب على الصرف، والجزم إذا صرف عنه معطوفه نصب، وهو كقوله تعالى: {ويعلم الصابرين} [آل عمران- 142]، صرف من حال الجزم إلى النصب استخفافًا وكراهية لتوالي الجزم. {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ} أي: يعلم الذين يكذبون بالقرآن إذا صاروا إلى الله بعد البعث أن لا مهرب لهم من عذاب الله.